
كتبت: اروي عصام
أكد الدكتور وفيق نصير عضو البرلمان العالمي للبيئة، أن "الفكرة المطروحة تحت عنوان تبريد الأرض من السماء تعكس حجم القلق العالمي من تسارع وتيرة التغير المناخي، وهذا أمر محمود من ناحية الوعي، لكن يجب أن نكون حذرين عند مناقشة حلول هندسية من هذا النوع، مثل حقن جزيئات في طبقة الستراتوسفير بدلا من الحلول الطبيعيه لتقليل الأحتباس الحراري بالحد من أستخدام الوقود الأحفورى في الطاقة.
وتابع وفيق نصير ، في تصريحات صحفية ، ان هذه التقنيات، المعروفة باسم الهندسة الجيولوجية المناخية، لا تزال في مرحلة الدراسة النظرية، ولم تثبت حتى الآن فاعليتها أو مدى أمانها البيئي على المدى الطويل. التدخل المباشر في أنظمة مناخ الأرض قد يحمل مخاطر غير قابلة للتنبؤ، وقد يتسبب في اختلالات مناخية في مناطق أخرى من الكوكب، مثل اضطرابات الأمطار الموسمية أو تفاقم الجفاف في بعض الدول النامية.
النقد الأهم هنا، أن مثل هذه الحلول قد تُستخدم كذريعة لتأجيل الإجراءات الحقيقية المطلوبة لمواجهة التغير المناخي، مثل خفض الانبعاثات الكربونية، والتحول إلى الاقتصاد الأخضر، وحماية الغابات والمحيطات. لا يمكن أن نستبدل الحلول الطبيعية والمستدامة بمخاطر صناعية غير مضمونة النتائج.
أدعو العلماء وصناع القرار إلى التعامل مع هذه الأفكار بكثير من الحذر والتأني، وألا يتم الترويج لها كحلول سحرية، بل كخيار بحثي يخضع لمراجعة علمية دقيقة وشفافة، مع ضرورة إشراك الرأي العام والمجتمع الدولي في تقييم أبعاده الأخلاقية والبيئية.